الذكاء الاصطناعي يعيد هندسة التنبؤ والتخطيط للسياسة النقدية المصرية
كتب عادل خفاجي:
فى إطار اليوم الثانى ، شهدت جلسات «الذكاء الاصطناعي لتمكين السياسات النقدية» ضمن فعاليات مؤتمر PAFIX في معرض Cairo ICT 2025 تأكيدًا واسعًا من خبراء الاقتصاد وعلوم البيانات على أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في بناء السياسة النقدية الحديثة، وأن الاعتماد على المؤشرات التقليدية لم يعد كافيًا في اقتصاد سريع الحركة تتغير فيه الأسعار وسلوك المستهلكين لحظة بلحظة. وأجمع المشاركون على أن صُنّاع القرار يحتاجون اليوم إلى نماذج فورية للتنبؤ بالتضخم ورصد المخاطر، مدعومة ببيانات لحظية وقدرات تحليلية عالية تُمكّن البنك المركزي من التحرك الاستباقي أمام الصدمات.
وفي هذا السياق، أوضحت أميرة عبدالعزيز، المستشار الأول بمركز البيانات في البنك المركزي، أن التحول للذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحّة، مشيرة إلى تطوير نماذج ترتكز على بيانات لحظية تُجمع من آلاف المصادر، إضافة إلى استخدام تحليل المشاعر لقياس اتجاهات المستهلكين، ونماذج كمية لرصد حجم الاقتصاد غير الرسمي الذي يشكل نسبة مؤثرة من الناتج المحلي. وأكدت أن التعلم الآلي أتاح فهمًا أعمق لبنية الاقتصاد وديناميكية الأسواق.
من جانبها، شددت دينا كسّاب، الخبيرة الاقتصادية الرئيسية في البنك المركزي، على أن نماذج الـ Nowcasting أصبحت عنصرًا محوريًا في متابعة الأسعار لحظة بلحظة، مستفيدة من تقنيات سحب البيانات من الويب لرصد تغيرات أسعار السلع الأساسية، إلى جانب نظام إنذار مبكر يعتمد على تحليل المشاعر لرصد المخاطر العالمية قبل وقوعها.
أما نهى يوسف، أستاذ علوم البيانات بالجامعة الأمريكية، فأكدت أن جودة البيانات وحوكمتها تمثل حجر الأساس لأي نموذج تنبؤي فعال، مشيرة إلى ضرورة أن تكون النماذج قابلة للتفسير وتستند إلى سيناريوهات واضحة لاتخاذ القرار.
وفي الإطار نفسه، كشفت سيونارا الأسمر، نائب الرئيس التنفيذي لشركة I-Score، عن مشروع تجريبي بالتعاون مع البنك المركزي لتطوير نماذج تقييم بديلة تدعم الشمول المالي، مؤكدة أن إدارة البيانات وتنظيفها ودمجها باتت ركيزة في بناء نظام ائتماني أكثر دقة وشفافية.
